جادلني أحدهم في حقيقة المشهد في ساحات التغيير و التحرير لمحاولة أثارتي وأستفزازي, عند سؤاله هل هي ساحات كشافه أم ثورة؟
لم يدرك هذا الرجل حقيقة البعد في معاني ومفردت أفرازات تلك الساحات على الأرض في أنتاج واقعين ملموسين ومحسوسين للتحرير في الجنوب والتغيير في اليمن, كتعبير حقيقي لأرادة الناس وخارجه من صلب معاناتهم في التوق ليس فقط للحرية ولكن اللحاق بركب التطور العصري للأنسانية؟
شاءت الأقدر بفعل أخطاء النخب السياسية في فشلهم حمل حياة الناس الى التطور, بل والمؤسف دفع مصيرهم الى مجهول لم يجد تفسير حقيقي له سوى الترحم عليه, واليوم يتبين في معنى المأساة؟
مشهد أخلى الأخلاق مفاهيمه فيه, وفسدت في علاقات الناس حساسية الذوق في طعم حرية العيش النبيل لسيادة قانون الغاب على مجمل سلوكات الحياة ومفاصل معيشة الناس. لم يعد في اليد قدرة من المنطق والعقل سبيل للسيطرة سوى الوقوف على عتبة الصبر حاملين مجامر الأمل لغياب حقيقي عن النخب القادرة على وضع بلسم المعالجة على تلك الجراح؟ والأمساك بناصية الأحداث وتوجيهها وفق أرادة الناس, بما يخلق المعالج المناسب الصادق في عودة الوعي المغيّب:
نافذة لمغادرة الحاضر المؤلم الى المستقبل المنشود, ضامن حياة ومستقبل الأجيال. لا رهين العسكر وأنانية القبيلة في معادلات ما قبل الدولة؟
بقى المشهد مفتوحا على مصراعيه للعرافين في قراءته دون سمح العقل لعبور مقاطعه في رسم خارطة الغد. مما يبقي الأوضاع محكومة للتأويل في مغامرة الدخول بين ضفائر اللعبة السياسية وفيافيها المجهوله. لمن له نصيب يعيش أذن , ومن لا يساعده يُقضى نحبه وبدون أتساع لمنهجه, سوى الرحيل عن المشهد. لمزيد من الألآم التي تغرق ولا تنقذ في سطح تلون موج البحر وغموض الدوامة( الحيسة). لا يفلت منها سوى عرابين السباحة وأصطياد أسماك القرش؟, التي لاتفتح فكها دون الغوص الى العمق والأصطدام بالأرض والعودة الى الفريسة قي موقع المشهد السابق؟ وتهدف تلك القوى المرتدة الى ترويع الناس وتخويفهم على أن الثورات سبب حقيقي لتدهور أوضاع الناس ومعيشتهم وفقدان أمنهم وأستقرارهم, مما يزيد كره الناس بالثورة والترحم على الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التي بالقوة والعنف حكمتهم طيلة العقود المنصرمه.
هذا هو العرض اللحضي لساعات المشهد في سلسلة حركة اللاعبين من لا يمثل حضورهم قيمة للغرب. وعن بعد تراهم في أول صفوف أتخاذ القرار النهائي لآخر فصل المسرحية, التي لازالت باقية في حضن غموض حادثة جمعة النهدين؟
وعل الرغم أن ذلك لا يمثل قيمة لوضع الجنوب في أستحقاقاته, لكنه فقط يطرح أسئلة للغط على بعض المدعو أنتمائهم له في أستمرارية غيهم في الأمساك بحجة سوق الملح والحج الى كعبة أبرهه مرة أخرى؟ لركود غريزتهم عند عتبة الأنزلاق الى هاوية, هم سيكتون بنارها قبل الضحايا القدامى الجدد؟
شيزوفرينتهم بقت هي السائدة على سلوكهم في رفع حكاية فيدرالية تارة وحكم محلي كامل دسم الأحتلال تارة أخرى, دونما أحد يطلب منهم ذلك.
ومع من؟ لا يدركون ذلك. غير أن جيبهم لا يمتلي بعد بفتاة بقايا من خيرات أرضهم أساسا, لكن عبر عقلية العُرف وقبلية التحضر التي من مستنقعها يشربون وِحْم أمالاهم الحمقاء, التي لاترتقي الى مستوى تفكير الأحداث في ملاجئهم؟
صور شهدناها منذو بدء الحراك في ملحمته منذو أنطلاقته المباركة. تم تبادلها في تغيير الكواليس لسراديب موت قادمة لشعب الجنوب. وعند فضح أمرهم يذهب الأمر في تسمية صاحب النقد ضمن مربع التخوين؟
نظرية المؤامرة أستوطنت في وجدانهم بفعل شمولية منهاج تعاملهم مع الناس طوال سنين سيادتهم على القرار النخبوي.
أنسدل الستار بعد الحج الى كعبة أبرهة. فشلوا وزادوا البلاد تدميرا. وأختفوا حسب أوامر العرّاب عن المشهد لسنوات, أستراحة لهم, و سنوات عجاف على شعب الجنوب.
بقى الجنوب يندب حضه بين أشواك زرعتها نخب محسوبين عليه؟
ولم يبقى لشعب الجنوب سوى مقاومة واقع أحتلالة وفق أرادته من واقع رحم معاناته. وليبداأ قطار الحراك رحلته؟
خرجت تلك الفئران من تحت الأنقاذ للإستئثار وركوب الموجة, ليكونوا سيد القرار؟
لم يقدموا شئيا للجنوب, ولا ينفعوه أمام الأقليم والعالم, سوى تفكيك وتفريق القائم من مكونات الحراك. والأفضع من ذلك تفريخ ما تبقى على حساب القضية الجنوبية؟ وحسب المثل الشعبي( ما يأكلك إلا قمل ثوبك).
غيّروا طرائق سحرهم وتمادوا في غيّهم حتى بعض العامة لازالوا يعتقدون أنهم سادة دار الأفتاء؟ وعلى أساس هذا الفهم ووفق أعتقادهم بقوة رصيد نضالهم البنكي يكون صك دخول المعركة من جديد لحصد المزيد من الضحايا؟
والبعض من قناصي الأحداث يلهثون خلفهم في حكايات أجتماعات ولقاءآت في عواصم بعينها. لم تعمل شئ لمعالجة القضية, بل أنها بقت كسيحة تتفرج من شوارعها وفنادق تواجد تلك الجماعات ودم شعبها يسيل وينزف يوميا؟
ليعقد لقاء القاهرة وقبلها دبي والجميرة وابو ظبي وبيروت و كان الفرنسية, مقدمات اللعبة مفضوحة في الصيغة لتنتهي في بروكسل هذة المرة؟
دونما يؤسس حوار وطني شامل وجامع وتطرح رؤوى ومشاريع منهاج عمل للحاضر والمستقبل مستندة على قواعد وثوابت شعب الجنوب في مرجعيّتة المجسّدة في الهوية الجنوبية العربية وأستعادة الدولة الجنوبية المؤسساتية وأشراك الجميع دون أستثناء في عملية وآلية إتخاذ القرار بذلك؟
وعلى الرغم من طرحنا لوثائق آلية توحيد الصف والجهد في مشروع جبهة وطنية موحدة لمجموع مكونات الحراك مبنية على مبادئ الأجماع الوطني كوثيقة شرف ومرجعية. تكون أساسها الأستقلال لأستعادة الهوية الجنوبية العربية والدولة المؤسساتية كحامل للتطور.
لكن القائمون على تلك اللقاءآت أحجموا عن رؤيتنا, وتنكروا لها بالرغم من تكرار دعواتنا ولقاءآتنا بهم. عكفوا وفي الأعتكاف ألف معنى؟
ولهذا فالملاحظ سير البعض لمحاولة حمل الكل الى مربع مآرب الغير في وقت يتم مصادرة وتهميش الشعب وسلب قرارة بتلك الصيغة التي تمت في عام 1990 في الأعلان عن مشروع توحد مع الجار اليمن دون مشاركة شعب الجنوب. وما أشبه الليلة بالبارحة؟
يريدون الذهاب الى المستقبل لوحدهم دون شعب الجنوب ولم يدركوا أن أختزالهم قد تم في قرارهم هذا؟ بينما الواقع يقول أن شعب الجنوب سيغادر الى المستقبل وهم سيذهبون الى ماضيهم؟ ذلك الماضي المدمنون عليه في سراديب سوداويه عهده, الذي لايغادرونه أبدا؟
هذا في ساحات التحرير والأفضع في ساحات التغيير؟
ألتحاق البعض كان لغرض في نفس يعقوب؟ من مشترك وعسكر ودعاة دين وقُبل؟
هبوا الى الساحة للفيد على حساب الثورة في الغد عند أنتصارها لقطف ثمارها؟
أرادة الشعوب ياسادة لاتصادر بهذة الطريقة ونحن في القرن الحادي والعشرين. لطالما أن الشعوب جاهزة للأعتصام, الذي يمثل الضمانة الثورية للأنتصار والحماية مهما كانت التحديات. وهي من تؤكد قدرتها على صنع المعجزة ومواجهة مطباتكم أيها القِلّة, لأننا الغالبية نحن الشعوب. ومن يصنع التاريخ. وليس أفراد يقررون أستعباد الشعوب مرة أخرى والمتاجرة بأسمها في أسواق العرض والطلب السياسية. لهذا نقول لهم:
حسب المثل الأنجليزي, لا تحاولوا أن تبيعوا الرمال للعرب يا سادة فزمن الذل ولى وأنهار جدار الخوف؟ من على ساحات التحرير والتغيير, نحن الشعوب من نصنع التاريخ وفق أرادتنا, زادنا الأبدي الى المستقبل العظيم.
والله على ما أقوله شهيد
كاتب وباحث أكاديمي
لندن في 26 يونيو 2011