المسافرمحرر
عدد المساهمات : 330
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
| موضوع: مفاهيم مغلوطة قد تؤثـر على القضيـة الجنوبيــة - بقلم/ رائد الججحافي الأربعاء 23 نوفمبر - 8:30 | |
| بقلم/ رائد الجحافي في الوقت الذي أضحت فيه القضية الجنوبية تطرح نفسها بقوة على ملامح المشهد السياسي داخليا وخارجيا مستفيدة من الانتفاضة الشعبية السلمية المتواصلة في جنوب اليمن, إلا إننا نجد الكثير من المفاهيم المغلوطة تعتري الطرح وتناول القضية الجنوبية سواء من المحللين السياسيين ومراكز السياسة الخارجية أو حتى من قبل كيانات جنوبية, ومن هذه المفاهيم المغلوطة التي تظهر حين تناول ما يجري في الجنوب من ثورة سلمية وتحديد نقطة انطلاقها منذ أربع سنوات فقط, ليجري تجاهل وربما طمس ما قبلها من حركات وانتفاضات كانت أو مثلت جميعها النتاج الذي أدى إلى بروز الحراك السلمي الجنوبي بشكله التنظيمي والذي قام على إرهاصات ما قبله من الانتفاضات وحالة الغليان المتصاعد الذي شهده الشارع الجنوبي منذ ما بعد اجتياح الجنوب في العام 1994م، وإن كان لنا هنا تناول ما برز من بعد تلك الحرب إلا أنه ليس بالطرح السليم أن نعد مسألة ولادة القضية الجنوبية منذ ما بعد الحرب لأن القضية الجنوبية في شكلها ومضمونها الكاملين لا تتجزأ عن الدولة الجنوبية ما قبل العام 1994م - إعلان الوحدة اليمنية- وعن اتفاقيات الوحدة في العام1994م وما تلتها من اتفاقيات وتعاطي سياسي خلفته أزمة ما بعد الوحدة وقبل حرب صيف 1994م,فالقضية الجنوبية أن جاز لنا التعبير هنا تكونت أساساً من قرارات الشرعية الدولية في العام1994م، وواقعة إعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية وعززتها التزامات السلطة اليمنية أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن, فيما الانتفاضة الشعبية بدأت بالفعل عقب اجتياح عدن وظهرت العديد من الحركات السياسية الرافضة للوضع الذي تمحور أساساً في صورة فرض الوحدة بالقوة واجتياح الجنوب والسيطرة على ثرواته وتسريح موظفيه العسكريين والمدنيين ومطاردة السياسيين وحرمان أبناء الجنوب من كافة حقوقهم ومصادرة ممتلكاتهم وفرض سياسة المنتصر والمهزوم, فظهرت وفي أغسطس 1999م تم تأسيس اللجان الشعبية, وفي يوليو 2004 تم الإعلان عن تأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي في الخارج (تاج), وفي تاريخ 13 يناير 2006 تم الإعلان عن التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب في جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية بالعاصمة عدن، وتشكيل ملتقيات التصالح والتسامح في محافظات الجنوب, وفي مارس 2007م, تم تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين, والمتقاعدين الدبلوماسيين والشباب والطلاب, ومناضلي ثورة 14 أكتوبر, وفي يونيو 2007م تشكلت مجالس تنسيق الفعاليات السياسية و هيئات النضال السلمي في المحافظات الجنوبية، وفي أكتوبر 2008م تم الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته ثم تأسيس الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب وثم تأسيس الهيئة الوطنية للنضال السلمي، وفي مارس2009م تم تشكيل حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح). واستمر أبناء الجنوب بالانتفاضة الشعبية السلمية التي رافقت رفض أبناء الجنوب لممارسات سلطة صنعاء تجاه الجنوب من عسكرة المدن والمناطق وقصف الأحياء السكنية وتدمير منازل المواطنين وقتل وسحل الناشطين الجنوبيين ومطاردة وتشريد أبناء الجنوب إلى أن ظهرت جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين وجمعيات العاطلين عن العمل في العام 2007م والتي جاءت كمنطلق لتنظيم الانتفاضة السلمية الجنوبية تحت مضلة الحراك السلمي الجنوبي، وهذا التسلسل الذي سلف ذكره هنا يؤكد على أن انتفاضة وثورة الشعب الجنوبي لم تكن وليدة العام 2007م, وليست مثل ثورات الربيع العربي التي جاءت بشكل مفاجئ بدأ من تونس وانتقلت إلى مصر ثم ليبيا ثم بقية البلدان الأخرى. ومن أهم المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالقضية الجنوبية أو الحراك الجنوبي تلك المصطلحات والمفاهيم المتكررة إعلامياً مثل مصطلح الانفصال، فالذي يجري في الجنوب لا ينطبق عليه مثل هكذا مصطلح, لأن الانفصال مصطلح لا ينطبق إلا على إقليم ما تابع لدولة مثل جنوب السودان وإقليم كوسوفو وغيره أراد سكانه تقرير مصيرهم وسعوا للانفصال عن الدولة, أما ما يحدث في جنوب اليمن يمكن اعتباره مثل ما حدث لنهاية الوحدة (المصرية – والسورية) لان جنوب اليمن باعتباره في الأساس دولة دخلت كطرف رئيسي مع (ج.ع.ي) بوحدة شراكة حقيقية في أساسها قبل أن يتنصل الطرف الأخر لعقد الشراكة ويتنكر لالتزاماته ما اجبر الطرف الأول على التراجع عن تلك الوحدة الكاذبة بإعلان فك الارتباط في مايو 1994م الذي كان نتاج لفشل مشروع الوحدة. وتبقى هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة الأخرى التي أضحت متداولة على مستويات عربية وإقليمية ودولية في الشأن الجنوبي, فهناك على سبيل المثال نجد مراكز توثيق سياسية وعربية ودولية تختزن في محتواها تعاريف ومفاهيم خاطئة أو منتقصة على القضية الجنوبية, إذ ورد في الموسوعة الحرة"ويكيبيدياء" إن الحراك الجنوبي انخرط في صفوف الثورة اليمنية.... (مع اشتداد واتساع دائرة ثورة الشباب اليمنية التي عمت معظم المدن اليمنية مطلع عام 2011 م للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح وإسقاط النظام، أعلن الحراك على لسان أمينه العام عبد الله حسن الناخبي وقف مطالب الانفصال بشكل مؤقت، والانضمام إلى المظاهرات والاحتجاجات التي تعم البلاد والتي دعا لها الشبان اليمنيين ثم انضمت إليها المعارضة ممثلة في تكتل أحزاب اللقاء المشترك.) ومثله الكثير من المحتويات العربية والأجنبية الأخرى وحتى في عقول الساسة العرب والأجانب, وهذه المفاهيم المغلوطة والخاطئة أعتبرها جاءت من ضعف الأعلام الجنوبي وغياب مركز إعلامي رسمي للحراك الجنوبي, ما أتاح أمام سلطة صنعاء ومن والاها... ترويج مثل هذه المفاهيم. ومن المفاهيم المغلوطة التي يتناولها الإعلام العربي اعتبار بعض المحافظات الشمالية أو المناطق الشمالية على أنها مناطق جنوبية مثل إدراج محافظة تعز على أنها واقعة في جنوب اليمن، أو مناطق مثل دمت وقعطبة وغيرها على أنها تابعة لجنوب اليمن بينما هي دون ذلك لأن الإعلام الجنوبي ربما أخفق في توصيل بعض الوقائع من أن مناطق شمالية جرى ضمها إلى محافظات جنوبية في تقسيم إداري مستحدث وجرى تسميتها بأسماء محافظات جنوبية لتحقيق أغراض سياسية من شأنها ضرب القضية الجنوبية. أما المفاهيم المغلوطة والتي يقع الجنوبيين أنفسهم فيها عند تناول مسألة ظهور أصوات خارج هدف الحراك الجنوبي كالأصوات التي تتبنى مشاريع غير الاستقلال وعند تناولها تعتبرها أطراف متساوية مع الكيانات المتبنية لمشروع الاستقلال وهذا بحد ذاته تسويق لتيارات وهمية في الجنوب بهدف خداع الرأي العام على إن في الجنوب هناك يوجد ثقل ما لجهات باتت تتبنى مشاريع غير الاستقلال وهذا يحدث في الوقت الراهن لكن الشارع الجنوبي أقوى رد وخير دليل على بطلان هذا الترويج، كما إن قادمات الأيام في الجنوب ستكون شاهد قوي على ماهية رغبات ومطالب شعب الجنوب. |
|