كتب/ رائد الجحافي
وقع الاحتفالية:
لم تكن الأمور على سالف سجيتها الاعتيادية في فعاليات الذكرى الـ44 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر هذه المرة في عدن التي شهدت اكبر وأوسع الفعاليات، ففي صبيحة يوم الأربعاء 30 نوفمبر كان الجنوبيين الذين قدموا من مختلف مناطق ومحافظات الجنوب على موعد مع مهرجان كرنفالي يحضره قادة الحراك في المنصورة حيث جرى الاتفاق على إقامته هناك وآخر في محطة الهاشمي يقام بالتزامن مع قرينه الأول، الحشود تدفقت بقوة وأقبلت أسراب الرجال والشباب متدفقة باكراً نحو ساحة الشهداء التي ما لبثت الساعة إن تبلغ الثامنة صباحاً حتى اكتظت الساحة بجمهور غفير جاء متعطشاً لينفس عم في داخله من الم ومعاناة، جاء الجميع ينشدون الاستقلال والتحرير، جاءوا يبحثون عن هكذا أمل بين ثنايا تجمعهم الكبير ومع قادة حراكهم الذين ظلوا الطريق كثيراً حسب ما يراه جمهور الحراك الذي ضاق ذرعاً من خلافات الصبيان وتباينات بعض القادة ذوو العقول الطفولية الرعناء وثمة أمر لم يكن متوقعاً شرعت جماهير الحراك تهتف بصوت واحد لا قيادة بعد اليوم قائدنا حسن باعوم، هكذا هتف الحشد الجماهيري دون آبه بفشل أو نجاح المهرجان، لم يعد يعنيه الوضع شيئاً ما إذا كان قادة الحراك لا يقدرون مستوى هذا الحراك وعظمة هذه الثورة الجنوبية.
لكم هي عظيمة تلك اللوحة الجمالية التي ارتسمت صباحاً في الحشد الجماهيري الكبير في ساحة الشهداء بالمنصورة، وازداد بها الصورة مساءً في حشد شارع مدرم بالمعلا، من كل مكان في الجنوب اقبل الجميع رجالاً ونساءً.. صغاراً شباباً جاءوا جميعهم وتحملوا عناء السفر للمشاركة في المهرجان الذي وجدوا إن ثمة لضالتهم المفقودة وهدفهم المنشود يبدأ من هناك، وكلنا يعلم كيف هي المعاناة التي يعيشها أولئك الفقراء القادمون من مناطق نائية وبعيدة عن عدن، وكم هي مشقة السفر التي تكبدوها وأمام هذه وتلك المشقة تبقى معاناة توفير أجرة المواصلات ونفقات الرحلة والمبيت، فالمال هو العائق أمام شعب الجنوب، لكن الجميع لم يتوانوا في شد الرحال صوب عدن.
عاجل إلى من يهمه الأمر:
يتساءل الكثير من الجنوبيين عن سبب غياب وجود أي دعم أو معونات تقدم لتوفير أجرة المواصلات في أي مهرجان أو مناسبة تتطلب السفر من محافظة إلى أخرى، حيث إن عشرات الآلاف من أبناء المحافظات الأخرى المجاورة للعاصمة عدن لم يتمكنوا من المشاركة بسبب ظروف مادية حالت بينهم والمشاركة في مهرجان نوفمبر بالعاصمة عدن، ومثلها في ذكرى ثورة أكتوبر ومناسبات أخرى، وهنا نود توجيه رسالة إلى كل جنوبي في الداخل والخارج يمكن من منطلق الاحتمالات بأنه ربما قدم دعم لأي شخص في الجنوب لغرض توفير أجرة نقل المشاركين ونقول له إن قادة الحراك وغيرهم ينفون نفياً قاطعاً استلامهم أي مبالغ مالية مخصصة لأجرة المواصلات لنقل المشاركين؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟:
يزخر جنوبنا الحبيب بالمبدعين من الشباب والشابات الذين يمتلكون مواهب كبيرة في مجالات الإبداع المختلفة وهم على استعداد لتسخير ابداعتهم وطاقاتهم في سبيل خدمة القضية الجنوبية، ولكن لم يوجد هناك من يشجعهم على ذلك.. وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- يوجد المئات من الإعلاميين المتخصصين في مجالات الإعلام المختلفة والمتمكنين من هذه المهنة من ذوي الخبرات والقدرات الإعلامية كالتعامل مع صياغة الخبر الصحفي والتحليل السياسي والتعاطي مع الأحداث وتوظيفها لخدمة القضية، بالإضافة إلى شباب يجيدون التعامل مع التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني ويقدرون المكامن الهامة للصورة والصوت، كما يجيدون الإخراج البرامجي والإعداد والمونتاج والأفلام الوثائقية، وآخرون لديهم مؤهلات جامعية وفنية في مجالات الإعلام، ولكن بالمقابل نجد آخرون يعبثون بالأخبار والتحليل الإخباري والسياسي ويجهلون مكامن القوة والضعف في الصورة المؤثرة إيجابا أو سلباً فينقلون مواد مشوهة تسيء لقضيتنا ولا تخدمها على الإطلاق.
- في الجنوب مطربون وشعراء ومنشدون وكتاب مسرحيات وأدباء وأقلام متمكنة في الكتابة السياسية والسرد التاريخي وإعداد التقارير الصحافية والحقوقية، لكن لا نراهم على الإطلاق في مواقع خدمة القضية الجنوبية.
- في الجنوب شعراء لم يجدوا أي طريق لإيصال إبداعهم الشعري الذي يخدم قضية الجنوب.
- في الجنوب كنوز شبابية مبدعة في أشياء وأمور أكثر فاعلية في نقل رسالة شعب الجنوب إلى الرأي العام الخارجي لكن لا يوجد من يشجعهم ويفتح الطريق أمامهم لإيصال إبداعهم، ولا يوجد هناك من يستغل هذه الكنوز لصالح قضية الجنوب.
رأي شخصي..:
هناك ثمة جهات تعمل لصالح قضية الجنوب في مجال مهامها التي قامت من اجلها.. وهي جمعية أبناء الجنوب، والمرصد الجنوبي لحقوق الإنسان